الجمعة 5 حزيران 2020
يتحدث بعض المعنيين عن الآثار الوخيمة للتهريب وكأنه جائحة طبيعية أو فيروس مستشرٍ ويربطون غلاء الأسعار وقلة عرض أو عدم توفر المواد بالتهريب ولو أنهم أدركوا أن المواطن لا علاقة له بهذه المبررات لما تجرأ أحدهم على القول أن ارتفاع سعر اللحوم وغلاء منتجات الحليب سببهما التهريب، وهنا لا بد للمواطن من طرح استفسارين مفادهما أين أنتم من منع التهريب أليست هناك جهة مخصصة لهذه الغاية لها ميزانيتها وأسطولها وعناصرها والمواطن يساهم في تمويلها،
كما أن هذا العذر لم يعد مقبولاً لأن حمى الغلاء طالت كل شيء، المنتجات المحلية القابلة للتصدير والتهريب وحتى المستوردة كالشاي والقهوة، إذاً العلة ليست في التهريب علماً أنه طامة العلل ولكن في أسباب كثيرة ووحده المواطن يدفع ثمنها.
ما دفعنا لهذه المقدمة تبرير ارتفاع سعر الألبان بتهريب الحليب إلى لبنان، وكأن العلف متوفر وبأسعار مناسبة وكذلك أسعار باقي المواد الاولية اللازمة للإنتاج وأدوية الأبقار، واللافت أن الارتفاع الذي طال أسعار الألبان والأجبان غير مسبوق، حيث سجل كيلو الجبنة البلدية كاملة الدسم، ضمن الأسواق نحو٣٥٠٠ ليرة بعد أن كان بنحو ٢٠٠٠ليرة منذ شهرين، في حين سجل نصف كيلو اللبنة نحو ١٦٠٠ليرة، مع الإشارة إلى أن سعرها كان لا يتجاوز ٥٠٠ليرة، وعلبة اللبن التي يجب أن يكون وزنها ١كيلو وأصبح وزنها لا يتجاوز ٨٠٠ غرام، أصبح سعرها نحو ٥٠٠ ليرة بعد أن كان سعرها نحو ٢٥٠ ليرة، ويبرر بعض العاملين في مجال صناعة الألبان والأجبان ارتفاع الأسعار، لعدة عوامل بعد تهريب الحليب أهمها ارتفاع أسعار الحليب، الناتج عن ارتفاع أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى أن انعكاس ارتفاع أسعار النقل والمازوت على عملية النقل والإنتاج، وتعليقاً على ذلك أوضح أبو ناجي صاحب منشأة معروفة لإنتاج الألبان والأجبان في اللاذقية أن سعر الحليب الخام من مراكز الإنتاج بلغ حالياً ٤٠٠ ليره سورية، ويضاف له أجور النقل والتي تبلغ نحو ٥٠ ليرة للكغ الواحد، مضيفاً أنه من المعروف أن المعادلة هي: 5 ونصف كيلو حليب، تساوي 1 كغ جبنة، تكاليف الجبنة البلدية كاملة الدسم حوالي ٣٠٠٠ليرة وتباع حوالي ٣٥٠٠ ناهيك عن الضرائب وأجور العاملين وفواتير الكهرباء والمحروقات وتعب صاحب المنشأة، أما اللبنة فهي الأخرى طرأ ارتفاع على سعرها بنحو ٣٠٠ ليرة للكغ الواحد، وأشار ابو ناجي إلى أن أسباب ارتفاع الأسعار يعود إلى قلة إنتاج الحليب وقد رافق ذلك ارتفاع سعر العلف، عدا عن ارتفاع أجور النقل.
وإلى هنا نحن نتحدث عن منتجات مصنوعة من الحليب الطبيعي ولم نتطرق إلى عمليات الغش واستخدام حليب البودرة لأن موضوعنا اليوم ارتفاع الأسعار وليس الغش والغريب أيضاً، أنه إلى الآن يتم التلاعب بأوزان الألبان واللبنة، من حيث حجم العبوات، كما ذكرنا أعلاه، علماً أن مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك سبق أن أصدرت تعميماً أكدت فيه أنه يمنع الوزن 800 غرام 900 غرام وغيره بالنسبة للبن الرائب ذات الأوزان 1 و2 و 5 كيلو غرام، ويوضح في بطاقة البيان الوزن وتحت طائلة المسؤولية.
هلال لالا