العدد: 9520
الأحـــد: 2 شبــــــــــــاط 2020
قد تكون (البطاقة الذكية) أكثر (اختراع) يأخذ كلّ هذا القدر من الجدل والاختلاف، ويترنّح المواطنون على ضفتين مختلفتين بشأنها، ففي الوقت الذي يثق البعض بأهميتها، فإنّ آخرين يعتبرونها (غبيّة)، ولم تستطع حلّ أي معضلة.
على بساط البحث، فإنّ فكرتها أكثر من رائعة، ولكن هل توفّرت لها ظروف مناسبة لتكون حلاً بدل أن تبقى تخدير وجع أو هروباً عبر الزمان والمكان؟
هل ستستطيع منافذ السورية للتجارة أن تستقطب كل الناس ليأخذوا مخصصاتهم المقررة عبر البطاقة الذكية، وكيف سيكون شكل الازدحام، وما هي نوعية السكر والرز، وهل سيحافظ كلّ منهما على جودته، وإذا سارت الأمور بالشكل المخطط له (وهذا ما نتمناه) هل ستضاف سلع جديدة إلى قائمة المشتريات على هذه البطاقة، وإن كانت النيّة تتجه لتكون السورية للتجارة هي العنوان الوحيد لمستلزمات العائلة، فما هو بديل المعيشة لملايين أصحاب محلات السمانة والبقاليات؟
لن نحكم على التجربة قبل نضجها، ولن نقارنها لا بتجربة الغاز ولا بتجربة مازوت التدفئة، ولا بالمستلزمات المدرسية، وسنضع على الرفّ كلّ الشكاوى التي وصلتنا خلال الفترة الماضية، وسنحاول أن نكون (إيجابيين) إلى أبعد درجة، وسنكتفي بخلاصة على شكل رجاء وهو ألا تتحول منافذ السورية للتجارة إلى مكان آخر لابتزاز المواطن، أو أن يكون (الخيار والفقوس) في محرابها، وأن يجد المواطن راحته فيها قبل توفيره، خاصة وأن الوفر ليس كبيراً لأن الكميات محدودة، وهي غير كافية للأسرة وسيضطر المواطن للعودة إلى تاجر المفرّق والذي قد يزيد في استغلاله كعقوبة لأننا لجأنا إلى (البطاقة الذكية) في بعض احتياجاتنا وليس كلّها.
على كلّ حال سنراقب التجربة، وسننتظر أن تأتينا (رسالة الغاز) الموعودة، ونتذوّق حلاوة سكّر البطاقة، وسنشكر القائمين على التجربة إن خفّفت عنّا بعض المعاناة.
غانــــــم محمــــــد
Ghanem68m@gmail.com