رقــم العــدد 9499
الثلاثاء 31 كانون الأول 2019
أين كنّا في الـ 365 يوماً كامل عدّة عام 2019، وماذا أنجزنا، وما الأسس التي أرسيناها لما يجب علينا القيام به في 366 يوماً في 2020؟
الكلّ يدّعي أن هذا اليوم هو لمراجعة الذات وتقييمها، ولزرع الأمنيات الطيبة في جفن ما هو قادم من الزمن، لكن في حقيقة الأمر فإن أكثر من 70% منّا لا يرون في هذا اليوم إلا سهراً وطعاماً ولهواً إلى أن يغيب الوعي، وبالتالي لا ننتظر الكثير إذا ما بُنيَ على حالة من الانطفاء.
الواقع الشخصي لأيّ منّا يختلف عن الصورة الجمعية، عن الخطة الحكومية، عن التوجهات، أو يجب أن يختلف، لأن سنة ميلادية كاملة قادمة يجب أن تنتج ما هو جديد مهما كان حجم هذا الجديد ضئيلاً، وما رُصد من مال كموازنة عامة، وما طالها من ملاحظات أو أشار إلى عجز فيها وغير ذلك يبقى على الورق إن نجحت الحكومة بسدّه من خلال التدابير والإجراءات التي أشارت لها حين اعتماد هذه الموازنة، وبالتالي هناك رهان حقيقي يصل مرحلة التحدّي فيما يتعلق بما علينا إنجازه في 2020، وهنا بيت القصيد، فهل سنبقى خلف إصبعنا، أم سنمتلك الشفافية المطلقة، ونكون صادقين تماماً مع أنفسنا ومع كلّ مواطن حتى بأدقّ تفاصيل حياته؟
لا أحد تحت السماء السورية إلا ويعرف الظروف العامة، ويدرك أننا نعيش حالة حرب، وأن هناك أولويات مرتّبة بشكل صحيح، وأن الحرب تحوّلت على لقمة المواطن وقدراته الاقتصادية و….
مراجعات الحكومة وكافة مؤسساتها الخدمية والتنموية والاستثمارية والاقتصادية تختلف عن مراجعاتنا، ويجب أن تكون شفافة وموضوعية حتى لا تنزلق مرّة أخرى إلى مفردات التبرير والاختباء خلف ستار الظروف، فالبلد بلدنا ونتمنى كلّنا أن تصل درجة التعافي الاقتصادية والحياتية إلى مستوى بطولات وتضحيات جيشنا العقائدي وإلى مستوى الانتصارات التي يحققها.
غانم محمد
ghanem68m@gmail.com