يا من أيقظت صمتي

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

قال: أحبكِ، وابتسمَ قليلاً، لمْ ألتفت، لكنَّ أُذني بدأت تجول فيها صدى هذه الكلمة الرقيقة، ظننتُ أنَ واحدة أخرى قريبة مني كان يَعنيها، أدرتُ وجهي يميناً ويساراً لم أجد أحداً، رفعتُ حاجبيّ إلى الأعلى فوجدته يتأمل تحركاتي وكأنه يحملُ كاميرا للتصوير.

لم أتكلم، لكي استنزف كل نظراته، اقترب مني وقال: علمتُ من إحدى النساء أن الجميلات يستعملن عيونهن بدل ألسنتهن عندما يدركنَّ قيمةَ الصمت التعبيرية في لحظةِ الإعجابِ.
كان لا بد أن أسأله: هل صمتي صورة مصغرة عن جمالي؟
قال: كلا
قلتُ ماذا إذاً؟
قال: إن صمتكِ هو محور جمالكِ، فالشفتان عندما تخفيان الحروف مع الأسنان تتحول هذه الحروف إلى قطع من الفضة، تخرج في موعد لقاء أو في حفل زفاف،
فلا تتكلمي قبل عشرة أيام، لأنني أحتاج وقتاً لأقطف من ثغركِ نرجس الرضا،
ثم انصرف ليتركني على عتبة حيرتي.
كيف أتصرف، هل أتبعه؟
كلا، هل أصيح بأعلى الصوت؟ كلا..
كانَ علي أن أكتب رسالةً صغيرة مؤلفة من ثلاث كلمات: حبيبي تركت لك قلبي.

نبال أحمد ديبة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار