احتضـار الأحـــلام في سريــر القصيــدة

العدد: 9452

الثلاثاء: 22-10-2019

 

أجيئك أنا، ليست تتعبني خطاي مهما امتدت بيني وبينك كل مسافات الدنيا، مهما ركزوا من الحقد واللؤم جبالاً بينا وتلالاً، صنعوا حفراً، زرعوا شوكاً يدمي نثروا كسر زجاج. 

لن يرهبني حراس القصر حولك أو مهما كلاب الليل عوت، سأجيئك للتو وحالاً ولسان الحال لديك يهمس في أذن المساء: وفيت وفي كلامك النقاء، وبوحي يرد: أتوق للسحر، للغنج والدلال ففيه ابتراد اللهب انطفاء الشوق عندي وحنايا الروح، فبما نطقت فأنت الغناء والموسيقى وكانت حروفك رجائي وأنت البهاء.
* * *
قرّبي من أنفاسك ورودي يزدد عطرها، يبق شيء منه على هدبك، شفتيك وقليل لدي، هو الحلم، سؤال أمنيات الأحلام فلا تعجبي وحنانيك لا تستنكري، أنحاسب فيها، اللحظة أعلن اغتيال وموت الأحلام في سرير قصيدي..
* * *
ومنك سكران اثنان: عيناك والقدّ، خوابيك والشهد فإن لم يثملنا ثانيك فما لسكر خمر أولك من بد..
لا تلوميني، يقول قصيدي، لا تعتبي إن تشهت حروفي منك نشيد الشفاه، وما يفعل الظمآن إن مر بنبع؟
وكم سيكون بخيلاً إن أنكر عليها ماءها وفي قاع البخل غار؟
هو الشوق، حنين الآه، قوت الروح لما رحل، هلك، ذهب بلا إياب، إنه احتضار الأمنيات، نعي موت الحلم في سرير الحضور، ومدى الغياب والقصيدة.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار