الوحدة – رفيده أحمد
ضمن فعاليات ذكرى التحرير الوطني في مديرية الثقافة في اللاذقية أقيمت محاضرة فكرية ثقافية اجتماعية حملت عنوان: الثقافة وتعزيز الوحدة الوطنية، شارك فيها الباحث الأكاديمي عمار درويش علي والناشط في السلم الأهلي نصر داهود سعيد، ونظراً لأهمية المحاضرة نسلط الضوء على أهم ماجاء فيها من محاور وأفكار أغنت مضمون المحاضرة.
بداية تحدث المحاضر عمار درويش علي عن الثقافة الواعية بأنها تُوحّد ولا تُقسّم، تُقرّب ولا تُبعد، تعلم الإنسان أن يكون أكبر من ضيق التعصب، وأرحب من حدود الهوية الضيقة. ومن وجهة نظره لا يمكن أن ننهض بالأشياء قبل أن ننهض بالإنسان، والإنسان لا ينهض إلا بثقافته، وأضاف أن الحرية ليست تهديداً للنظام الاجتماعي، بل هي ما يُمَكِّن المجتمع من الإبداع والتنوع فلا مواطنة بلا حرية تعبير وفكر، ولا مجتمع يتطور بعقل خائف، وشدد على أن المواطنة الحقيقية تجعل السوري يرى نفسه أخاً لكل سوري، لا خصماً ولا منافساً ولاغريباً.
أما الثقافة فهي تعيد تعريف الآخر لا بصفته خطراً، بل شريكاً في الحاضر والمستقبل. وقال: إن الثقافة التي نحتاجها اليوم ليست ثقافة الكتب وحدها، بل ثقافة الحياة المشتركة، وثقافة النهوض الجماعي، وثقافة السمو الأخلاقي التي تجعلنا أكبر من الانتماءات الصغيرة، وأرحب من ذاكرة الألم.
ختم المحاضر عمار حديثه بقوله: بعد عام من التحرير نحن أمام فرصة تاريخية لا ينبغي أن تضيع. فرصة لنكتب صفحة جديدة، يشارك فيها الجميع، ويحيا فيها الجميع، وينهض فيها الوطن بأبنائه جميعاً.
كما ألقى المحاضر نصر داهود سعيد محاضرة شرح فيها مفهوم الثقافة نظرياً، وبيّن مخاطر ثقافة الكراهية والعداء للآخر والشحن الطائفي والتوترات المرافقة له، ودعا إلى الإبتعاد عن هذه الثقافة. وقال: الثورة قدمت مع التحرير رسالتين مهمتين هما رسالة الحرية ورسالة السلام.
والمطلوب منّا اليوم: خلق ثقافة دولة المواطنة، واحترام الإنسان واحترام القانون واحترام الدولة الواحدة الجامعة هويتنا، أيضاً إعادة الإعتبار للسلم القيمي في المجتمع ليكون الإنسان في قمته، وإنتاج مفاهيم توحد الناس وتعزيز الثقة بين الناس، مع معيار تكافؤ الفرص المهم لخلق جو التنافس الحقيقي، معيار الوظيفة يكون بالكفاءة والنزاهة والعزيمة. ودعم القضاء والتعليم. مع مناهج عصرية بكوادر مختصة تتماشى مع الدولة الجديدة كذلك إعادة الإعتبار لمؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليمية ليبقى منار الهوية الوطنية حاضراً.
