وتــــلك الأزهـــــار حبـــــلى بفتنتـــــها

العدد: 9435

 الأحد-29-9-2019

 

وحينَ تمطّتْ ليالي النعيقْ
وعربد في الدرب بعدُ
(.. وتلك الأزاهير حبلى بفتنتها
تشتهي من يداعب فيها الرحيقْ)
جمعتُ عن الدرب ظلّي
وخبّأتُ جرحي بصدر الطريقْ
وقلتُ لروحي تلظّي
فهذا أوان الحريقْ
* * *
تلوحين سرباً من المستحيل
يعانق غفلةَ تلك الطريقْ
تلوحين بحرا
تهلّين بدرا
تبوحين عطرا
ويفضح ثغركِ سحرَ العقيقْ
وتأتين من مدن المعجزات
رغيفاً يداعب جوعي
يلمّ عن الطرقات خنوعي
فأقسم إنكِ جرحي وصبحي
وإنكِ لغزٌ يرتّل سِفْر المواجع،
يفضح سرّ النبوءة
يخرق عرف الإله
* * *
أنا ذلك اليعربي الذي ضاع حبّه
بين تخوم القبائلْ
أنا من (تميمٍ) 
أفتّش عمّن أحبّ بأرض قريش
وأعرف أني إلى الموت أمشي
وأنه بيني وبين المنى ألف سيف
وألف مقاتلْ
وأعرف أني سأصبح – حسب شرائعهم –
واحداً من دعاة الرذائلْ
وقد ينسبون إليَّ ذنوب الأوائلْ
(كطعم الرغيف هوانا،
كدفء الحريقْ،
كهطل الندى فوق غصنٍ
كخمر عتيقْ)
عُجنّا بنارٍ،
وبالمستحيل جُبلنا
وفوق الشراع تركنا الحريق يغنّي
ويلتهم الحالمات من القافيات ونمنا،
نسينا ضفائر ليلى
نسينا جروح المعذّب قيس
وبعنا،
بأبخس سعرٍ دفاتر أعمى المعرةْ
وقبله كنّا:
صحونا على النور مرّةْ
ونمنا بمستنقع الجهل ألف مرّةْ
وتهنا بـ أنّ وإنّ
أصاب الزمان نحور جهالتنا فغضبنا
وقبله،
مسّ الغريب أصالتنا ففرحنا
فيا ليتنا ما وُلدنا..

غانــــم محمــــد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار