فوضى مرورية وازدحام خانق في محيط ساحة الحمام باللاذقية

الوحدة – ربوع إبراهيم

ليس في ساعات النهار فقط، وإنما في الساعات الأولى من الليل يزدحم طريق بوقا الحمام وصولاً إلى سقوبين بكم هائل من المركبات يسابق بعضها البعض في مشهد محفوف بالمخاطر على العربات والمشاة معاً.
الكل يتساءل عن مسببات هذا الاختناق الذي يفوق حدود التصور، ويمكن وصفه بالفوضى المرورية إذ لا أحد يحترم حق الآخر بالعبور، والكل يعتقد خطأ أنه صاحب الطريق بمفرده، وأنها من بعض أملاكه، وبخاصة أصحاب السرافيس الذين يتحملون نسبة كبيرة من مسببات الفوضى، فهم لا يتسابقون على تحسين مستوى الخدمة النقلية، بل على الراكب، ولأجل ذلك فقط نراهم يتوقفون فجأة ليصعد راكب أو يترجل آخر دون مراعاة لأدنى متطلبات الثقافة المرورية وقواعد قانون السير أو مفهوم الأمان المروري.
الصورة تبدو أكثر حدة في محيط ساحة الحمام نظراً لوجود تفرعات طرقية ومعابر إجبارية يضطر من يسلكها للانعطاف يساراً قاطعاً طريق الذهاب والإياب على المركبات، ومسبباً في رسم مشهد سوداوي، ولأن الثقافة المرورية كما ذكرنا تكاد تكون معدومة عند البعض، ولأن لا أحد يحترم حق الآخر، ويفسح أمامه طريق العبور يتعقد المشهد، وتعلو أصوات أبواق العربات وأصوات السائقين أيضاً وسط غياب كلي لأي من منظمي الحركة ومراقبيها سواء شرطة السير أو شارات المرور.
ازدياد الاختناق المروري في ساحة الحمام نظراً لزيادة أعداد المركبات يستدعي بالضرورة تنفيذ دوار مروري يسهل حركة تدفق المركبات، ويوفر الوقت على الركاب ويجمل المنطقة طبعاً هذا أحد الحلول المستقبلية، لكن الحالة المتفاقمة سوءاً تتطلب بالضرورة والسرعة القصوى تخصيص المنطقة بطاقم متمرس من شرطة السير يضبطون إيقاع الحركة المرورية، ويمنعون التوقف لأي سبب في النقاط المزدحمة، وبخاصة أصحاب سيارات الأجرة الذين يصطفون أنساقاً وبعشوائية تزيد من فوضى المكان.
قد يقول البعض أننا ذهبنا بعيداً في تهويل وتظهير الصورة السوداوية، وأننا نظرنا إلى النصف الفارغ من الكأس فقط، وردّنا أن المفردات تضيق عن توصيف المشهد، ونحن في توصيفنا للحالة إنما نقوم بواجبنا كإعلام يسلط الضوء على النقاط والزوايا المعتمة ويضيء على مواقع التقصير، أما المعالجة فهي برسم وهمة المعنيين، وأملنا أن يصل صدى كلماتنا إليهم، ونلقى استجابتهم.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار