الوحدة – هدى سلوم
كما أن الأشجار تبدأ بشهر تشرين الثاني بالتخلي عن زينتها، وتترك أوراقها تسقط عنها لتبدو على حقيقتها المجردة، وكما أن الطيور هاجرت راحلة تاركة أعشاشها وما بنته منذ الربيع، نجد أن هذا الشهر هو شهر التخلي عن كل ما لا يناسب ذبذباتنا ولا يشبهنا .
هذا ما تشير إليه الدكتورة زهوات منلا رئيسة جمعية بناة الأرض الطيبة بهدف نشر الوعي والمعرفة بكل مكان، إذ تقول عن شهر تشرين الثاني وقبل فواته :
إنه الشهر المثالي لترك عادات وإدمانات وبرمجيات نود أن نتخلص منها، إنه شهر البدء من جديد بعد وقفة وتأمل وسكون عشناها في الشهر الماضي عندما تساوى التمدد مع التقلص، في هذا الشهر بدء انتصار التقلص وتجميع الطاقات للبدء من جديد .
هو شهر تظهر فيه الحقائق دون زيف أو أقنعة، فمع تواصل المطر مع التراب (وندعو الله أن يمن علينا بالمطر )تدور الدارة وتتصل بين السماء والأرض، وتقوى الطاقة فنبحث عن ذواتنا ونشعر بأرواحنا، بحقيقتنا وبجوهرنا، إنه شهر المكاشفة بامتياز .
وتدعو الدكتورة زهوات الجميع للاستفادة من هذا الشهر (وقبل فواته) بالتخلي عن كل ما لا يناسبنا، ولنتفقد جواهرنا الباطنية ونستمع لدواخلنا، ولنرتب بيتنا الداخلي ليشرق من جديد، إنه الشهر المثالي لممارسة التأمل والصلاة بعمق وصدق، ولنسجل على دفتر صغير أهدافنا ورغباتنا بعد جلسة مكاشفة وخلوة حقيقية مع أنفسنا، لنتأكد أننا نعيش حقيقتنا التي خلقنا من أجلها.
وتختم بقولها :ليس المهم أننا ما زلنا نمشي، بل أن نتأكد أننا نمشي بالطريق الصحيح الذي يناسبنا، وزهرة الأقحوان هي زهرة تشرين الثاني التي ترمز للصداقة والحميمية والصدق أيضاً.