الوحدة – يمامة ابراهيم
اليوم هطلت أمطار جيدة وخيرة في مدن الساحل وبعض مناطق الداخل، وهي على درجة كبيرة من الأهمية ليس لحجم وكمية الهطول، وإنما لتوقيته على اعتبار الهطول جاء متزامناً مع زراعة المحاصيل المهمة والاستراتيجية كالأقماح والبقوليات والخضار الورقية.
حسب التنبيؤات الجوية المنطقة على موعد مع هطولات مطرية خلال فصل الشتاء القادم تخدم استراتيجيات القطاع الزراعي، وتعزز دوره في التنمية الأقتصادية.
الجفاف الذي خيّم على بيئتنا في الموسم الماضي أخرج مواسم زراعية من قائمة المنتجات المعتبرة التي كانت توفر أمننا الغذائي، ونسأل الله مع هذه الهطولات وما سيليها أن تعود هذه المنتجات لتأخذ مكانها الطبيعي كأحد روافد الاقتصاد الوطني، وتوفر كتلة نقدية كبيرة بالعملة الصعبة كانت تخصص لاستيراد هذه المنتجات.
مؤشرات إيجابية عديدة تؤكد عودة الاهتمام بالقطاع الزراعي وتأمين مستلزماته، حيث وصلت قبل أيام باخرة محملة بكمية ٣٨٠٠ طن من سماد يوريا الذي لاغنى عنه للإنتاج الزراعي، وهذه الكمية تؤمن نسبة كبيرة من احتياجات المزارعين وحسب المعنيين هذه الشحنة لن تكون الأخيرة وستستمر عمليات التوريد حتى تأمين كامل الاحتياجات، وقبل ذلك تم اعتماد القرض الحسن كأحد أوجه الدعم لمزارعي الحبوب مايؤكد عودة الزراعة إلى دائرة الاهتمام الحكومي كأحدى أهم فروع الاقتصاد.
قد يقول أحدهم أن تأمين المنتجات الزراعية استيراداً قد يكون أقل تكلفة، وهذا الرأي بعيد عن الواقع ومنطق الأمور لأن خروج العملة الصعبة من البلاد لشراء الحاصلات الزراعية سيزيد من الطلب على العملة، وبالتالي ارتفاع سعر الصرف، وتراجع قيمة العملة الوطنية.
بقدر ما نأمل الخير القادم مع حبات المطر نأمل أن نحسن استثمار الهطولات وتوظيفها لخدمة الزراعة مع تأمين باقي مستلزمات الإنتاج من بذار موثوقة وأدوية فعالة غير منتهية الصلاحية كي نعيد للزراعة ألقها وهذا ماننتظره.