الحقائب المدرسية الثقيلة خطر يهدد صحة أطفالنا.. فما الحل؟

الوحدة – بثينة منى
تصوير- ميسم زيزفون

مع كل عام دراسي جديد يعود القلق مجدداً بشأن الحقائب المدرسية الثقيلة، التي تشكل قلقاً لأولياء الأمور ومصدر تهديد لصحة أبنائهم، فمع كثرة أعداد الكتب والدفاتر والمستلزمات الدراسية، أصبحت هذه الحقائب عبئاً ثقيلاً لا يحمله التلاميذ على أكتافهم فقط، بل على صحتهم الجسدية أيضاً، فالوزن الزائد الذي لا يتناسب مع أجسامهم هو بمثابة خطر يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض بين الأطفال في مرحلة النمو الحساسة.
كتب تفوق قدرة التلميذ
في كثير من الأحيان تتجاوز أوزان الحقائب المدرسية الحدود المسموح بها، والتي يُفترض ألا تزيد عن 10- 15% من وزن الطفل، وقد لوحظ خلال زيارات ميدانية لبعض المدارس أن حقائب تلاميذ المراحل الابتدائية وخاصةً في الصفوف الأولى محملة بكميات كبيرة من الكتب والدفاتر، بالإضافة إلى الأدوات الهندسية والواجبات الخفيفة مما يرفع وزنها بشكل كبير، هذا الثقل المستمر على العمود الفقري والأكتاف قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى القريب والبعيد.
الأمراض الجسدية حصيلة ثقل الحقيبة
يحذر الطبيب علي ناصر جراحة عظمية من أن حمل  الحقائب الثقيلة بانتظام يمكن أن يتسبب في آلام الظهر والرقبة، حيث يضطر التلاميذ للانحناء إلى الأمام لتخفيف الوزن، مما يزيد الضغط على العضلات، ويمكن أن يؤدي حمل الأوزان غير المتوازنة إلى
انحناءات العمود الفقري، واختلال في وضعية الجسم نتيجة الحمل غير المتوازن، كما أن إجهاد العضلات تؤدي إلى آلام وتشنجات في الكتفين والظهر والرقبة، وأيضٱ يؤثر الضغط على الصدر والظهر على قدرة الطفل على التنفس بعمق.
قلق متزايد ومطالبات بالحلول
يعبر أولياء الأمور عن قلقهم البالغ من الآثار الصحية لهذا العبء على أبنائهم، تقول السيدة هبة أم لتلميذ في الصف الثالث الابتدائي: أشعر بالقلق كلما رأيت ابني يحمل حقيبته التي تكاد تفوق وزنه، وأخشى عليه من مشاكل الظهر المنتشرة، أتمنى أن تخفف المدارس من عدد الكتب المطلوبة يومياً، ويضيف حسام ولي أمر لطالبتين: المشكلة تتفاقم مع تقدم الأطفال في الصفوف، فكل مرحلة تضيف مزيداً من الكتب، نطالب الوزارة والمدارس بإيجاد حلول عاجلة، أما السيدة سمر فتعبر عن استيائها قائلة: لا أفهم لماذا تحتاج حقيبة طفل في السادسة من عمره إلى هذا العدد الكبير من الدفاتر والكتب؟ فبعضها لا يُستخدم إلا نادراً وهذا إرهاق لا مبرر له.
الحلول الممكنة
التقت الوحدة المرشدة الاجتماعية في مديرية التربية ندى حمودي الذي أوضحت أن معالجة هذه المشكلة تتطلب تضافر الجهود بإعادة النظر في كمية الكتب والمواد المطلوبة يومياً، وتقليل الحشو غير الضروري، وتوفير خزانات مدرسية للطلاب لتخزين الكتب التي لاحاجة لها يومياً، وتشجيع استخدام الكتب الرقمية أو الأجهزة اللوحية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية للأسر، وإصدار جداول زمنية واضحة تبين  مواعيد استخدام كل كتاب لتخفيف العبء، وأيضا توعية الطلاب وأولياء الأمور بكيفية حمل الحقيبة بشكل صحيح، وأهمية تقليل وزنها، وأيضٱ وضع لوائح رسمية تحدد الوزن الأقصى للحقيبة نسبةً إلى وزن التلميذ.
ختاماً: إن صحة أطفالنا  أغلى ما نملك، ويجب أن تتحول المطالبات بتخفيف وزن الحقائب إلى إجراءات عملية فورية، فالتخفيف من هذا العبء ليس رفاهية، بل هو  استثمار حقيقي في صحة الأجيال القادمة، وضمان لمستقبلهم خالٍ من الأمراض التي قد تبدأ بحقيبة مدرسية ثقيلة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار