الوحدة- عواطف الكعدي
جرن الحجر من التراث القديم في ريف الساحل يستخدم لدق الحنطة يدوياً، وحول هذه الأداة المنزلية كان لنا لقاء مع أم محمد حيث قالت إن لديها جرن حنطة تستخدمه حتى الآن، يركن على عتبة بيتها، وهو عبارة عن قطعة حجر كبيرة محفورة في وسطها، وكانت توضع أمام كل بيت من البيوت القديمة، ويكون إلى جانب هذه الحفرة مدقة ثقيلة من الحجر أو من الخشب، حيث تقوم المرأة بغسل الحنطة بعد أن تزيل الحصى والرمال منها، لتوضع الحنطة في الماء للتنقيع لمدة نصف ساعة حتى ينتزع القشر عنها، ثم تضع الحنطة بالجرن وتقوم بدقها حتى تقشر، ويخرج القش عن حبات الحنطة، بعدها تضعها في طبق من القش غالباً وتقوم برج الطبق إلى الأعلى والأسفل حتى يتطاير القش نهائياً.
وتضيف أم محمد أنه من عادة دق الحنطة أن تزفر السيدة مع كل رفعة ليديها للتعبير عن الجهد الذي تقوم به عند الدق، وتخفيف العبء من ثقل حجر المدقة، وبعد أن تنتهي من العمل تصبح حبات القمح جاهزة للطبخ وصنع طبق (القمحية أو المتبلة) كما تُسمى في أرياف الساحل وتُطهى بطريقتين مع اللبن صيفاً والفروج شتاءً لتكون الأكلة الشعبية الشائعة والمحببة للجميع.