الوحدة ـ معينة أحمد جرعة
من الحروف تحاك الكلمات وتطرز بمشاعر لتولد القصيدة.. لقاؤنا اليوم مع الأديبة حسناء عبد الفتاح كردية من مدينة اللاذقية خريجة كلية الهندسة الكهربائية، تؤمن أن الحرف قادر على شفاء الأرواح و تغيير المصائر، وتجد في الكتابة ملاذاً ومتنفساً منذ نعومة أظفارها، ونافذة تطلّ بها على ذاتها والعالم.
تقول الأديبة حسناء: “لأنني ساحلية المنبت دمشقية الهوى… زرعت القصيد ياسميناً في صدري، فأزهر الشعر في عينيّ، فاللياسمين مثلما للأحلام …قلوب وأجنحة وسفر”.
الأدب بالنسبة للأديبة ليس نوعاً محدداً بل وسيلة متعددة الأشكال للتعبير والتأثير، تنتقل بين الأجناس الأدبية وتكتب ما يليق باللحظة وكينوناتها من وجع أو فرح، وتسقي مشاعرها من عيون الآخرين وتجاربهم، فتستخدم القصة لتجسد الشخصيات ضمن سياقاتها النفسية والاجتماعية ونجد فيها مساحة رحبة للسرد الروائي والمونولوج الداخلي والبوح الذاتي.
وأشارت الأديبة حسناء إلى أن الشعر هو لغة الأرواح، وهمس المشاعر التي تنقش بها الواقع والخيال وتعبر به عن وجودها وإنسانيتها، فقالت: “حقيقةً أنا لا أكتب الشعر كما أجده يكتبني هو”
هذا مما كتبته:
“كريماً نديّاً مثلما الغيث قد هطل
به اخضرّت الدّنيا تداوت به العلل
ثوى في قلوب النّاس فخراً وعزّةً
وباءت له أفضال خلقٍٍ قد اكتمل”
وتابعت:”لا أتبع أسلوباً أدبياً معيناً، أو واحداً، بل أسعى إلى إبداع وتكوين هويتي الخاصة في الكتابة”، وهي تستوحي من الواقع والخيال، فالواقع هو الشرارة التي تشعل الخيال بألوان الإبداع ويسمو به نحو الأجمل.
وتقول:”أما أدواتي في الكتابة، دفتر صغير أرافقه ويرافقني في كل مكان وزمان، لا أكتب فيه بمداد القلم بل بمداد من الأمل والألم…كتبي التي ألجأ إليها كلما حاولت سراديب الحياة تشتيتي وإبعادي، الموسيقى الهادئة التي تحمل بين نغماتها أرق التفاصيل ومصادر الوحي والإلهام.
وأخيرا وليس آخراً وطنٌ يسكنني أكثر مما أسكنه”.
وأضافت الأديبة حسناء: “بالنسبة للنقد أراه نوعان: نوع همه تقزيم الكاتب وفرد عضلات الناقد عليه ونوع آخر هو النقد الأدبي الواعي بامتنان يضيف إضاءات للآخرين ويبين لهم مواطن الضعف لتلافيها، وهذا النوع من النقد البناء يساعد على تطوير الأساليب و النظرة العامة والخاصة إلى الأشياء”.
حسناء: تفضل الكتابة الورقية لكن الآن نحن في عصر التكنولوجيا نلجأ إلى الحواسيب لترتيب ما كتبنا وتنسيقه، وتابعت: “بالنسبة للمراكز الثقافية هي الوجه الحضاري للبلاد والملتقيات الثقافية تمنحنا الفرصة للحوار واللقاء وتبادل التجارب وعرض أعمالنا بكل صدق وشفافية، وهي دوماً مصدر للإلهام والتطوير..
لدي مجموعتان قصصيتان (القلم لا يكتب وحده، عام من الزئبق)، ومطبوعتان في ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر، وأعمل على مشروع ديوان شعري أتمنى أن يبصر النور قريباً.
نصيحة أخيرة: “إلى كل الكتّاب المبدعين كونوا صادقين مع أنفسكم فالصدق رئة الأدب، ابتعدوا عمّا يشوهه ويبعده عن طابعه الإنساني والاجتماعي”.
