بعد طول انتظار 14 ساعة كهرباء في اللاذقية.. نبض الحياة يعود تدريجياً لأهلها

الوحدة – بثينة منى

بعد سنوات من المعاناة مع انقطاع التيار الكهربائي الذي كان يمتد لساعات طويلة، وجد أهالي محافظة اللاذقية أنفسهم أمام واقع جديد خلال الأيام الماضية، حيث وصلت ساعات وصل الكهرباء إلى حوالي 14 ساعة متقطعة يومياً، هذه الخطوة التي اعتبرها الكثيرون “نقلة نوعية”، فتحت الباب أمام مشاعر متباينة تتراوح بين التفاؤل الحذر، والفرح المؤقت.
في جولة لعدة أحياء من مدينة اللاذقية لرصد انعكاسات زيادة ساعات وصل الكهرباء على الحياة اليومية للمواطنين
السيدة أم محمد (ربة منزل) تقول: كأننا نعيش في حلم 14 ساعة كهرباء تعني أنني استطعت أخيراً غسل كمية ملابس كافية لأسرتي، وحفظ الطعام في الثلاجة دون خوف من فساده، والأهم من ذلك أن أطفالي استطاعوا المذاكرة تحت ضوء كهرباء حقيقي بدلاً من ضوء الشمعة أو البطارية الذي كانت تؤذي أعينهم، وقد أصبح بإمكاننا الجلوس كعائلة لمشاهدة التلفاز قليلاً، إنها أشياء بسيطة لكنها تعيد لنا شيئاً من طبيعية الحياة.
أبو علي صاحب (مقهى  وسط المدينة) من وجهة نظر تجارية، يوضح : الزيادة في ساعات الكهرباء شكّلت فرقاً كبيراً، استطعت تشغيل المكيف والمراوح لجذب الزبائن في الحر، وتشغيل الثلاجات بشكل طبيعي دون اللجوء إلى المولّدات الخاصة التي تكلفنا أضعاف سعر الكهرباء الرسمي، فهذا خفّف العبء المالي قليلاً.
الطالبة دانا (جامعية) تعبّر عن رأي يخلط بين الرضا والقبول تقول: بالطبع أفضل من ذي قبل، فلم أعد أعاني من شحن اللابتوب والموبايل، وأصبحت أتابع محاضراتي عبر الإنترنت بسهولة نسبياً، لكن المشكلة أن الكهرباء قد تأتي في غير مناسبة أحياناً، مثل فترات النهار عندما أكون في الجامعة وتنقطع في المساء عندما أحتاجها، التنظيم لا يزال بحاجة لتحسين.
خالد (مهندس كهرباء) يقول: خطوة إيجابية لكنها ليست الحل الجذري: الزيادة في ساعات  الكهرباء مرحب بها، وهي دليل على تحسن في إمدادات الوقود أو وجود صيانة لبعض المنظومة، لكن يجب أن نكون واقعيين، الشبكة الكهربائية في المحافظة منهكة وتحتاج إلى استثمارات ضخمة وتحديث، زيادة الساعات دون معالجة بنية الشبكة التحتية يشبه وضع “اللصقة” على جرح غائر، نحن بحاجة إلى حلول مستدامة، وليس تحسناً موسمياً قد يتبخر مع تغير الظروف.
نهاية: تبقى تجربة 14 ساعة كهرباء في اللاذقية بمثابة بارقة أمل لأهاليها الذين تعودوا على العيشة بأقل القليل، بينما تنفس السكان الصعداء وعادت بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى منازلهم وشوارعهم، فإن صوت القلق من عدم استمرار هذا التحسن يظل حاضراً، ينتظر أهالي اللاذقية بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كانت هذه الخطوة هي بداية طريق حقيقي لحل مشكلة الكهرباء المزمنة، أم أنها مجرد “استراحة محارب” في رحلة معاناتهم الطويلة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار