الوحدة _ يارا السكري
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن رفع الحظر الدبلوماسي عن السفارة السورية في واشنطن يمثل خطوة تاريخية في العلاقات السورية الأمريكية، مشدداً على أن الدبلوماسية السورية تتعامل مع جميع الملفات بطريقة متوازية وحسب الأولويات التي تأتي على الأرض.
جاء ذلك خلال مقابلة لعلبي مع قناة الإخبارية السورية، حيث أوضح أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سلّم رسالة رسمية إلى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني خلال الاجتماع الوزاري، تفيد السماح بإعادة فتح السفارة السورية في واشنطن حال رغبة الطرف السوري بذلك، بعد أن زالت الحواجز القانونية والدبلوماسية التي كانت مفروضة منذ زمن النظام البائد.
ووصف علبي لقاء الرئيس الشرع مع نظيره الأمريكي ترامب في البيت الأبيض بالتاريخي، ويحمل طابعاً عملياً وودياً، حيث استغرق وقتاً أطول من المجدول نظراً لكثرة الملفات المطروحة، ثم تحول إلى اجتماع موسع بمشاركة وزير الخارجية الشيباني وعدد من الوزراء.
ولفت مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة إلى أن الرئيس الشرع هو أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض في تاريخ سوريا الحديث، حيث يمثل اللقاء نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، بينما تحتاج الكثير من الدول إلى سنوات لتحقيق مثل هذا الاجتماع.
الملفات الاقتصادية تم بحثها في القمة بحسب علبي، إضافة إلى دور الولايات المتحدة، والاستثمارات المباشرة، كذلك موضوع رفع ما تبقى من العقوبات.
الاتفاق الأمني مع إسرائيل حضر على طاولة اللقاء، فقد بيّن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن الاجتماع تناول الاتفاق الأمني مع إسرائيل والدور الأمريكي في دعمه بما يحفظ سلامة السوريين ويمنحهم فرصة للبناء، إضافة إلى تنفيذ اتفاق العاشر من آذار مع قوات سوريا الديمقراطية وعملية الدمج، والانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وأشار علبي إلى أن الدبلوماسية السورية تتعامل مع جميع الملفات بطريقة متوازية وحسب الأولويات، حيث وضعت خطة عمل في الاجتماع الوزاري، وتم التركيز على الجانب الاقتصادي ورفع العقوبات، إضافة إلى الاتفاق الأمني مع إسرائيل وملف “قسد”، مبيناً أن اللقاء كان منتجاً جداً حيث تم استخدام الخرائط والأوراق في النقاشات العملية.
واختتم علبي مؤكداً أن زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض كتبت تاريخاً جديداً في العلاقات السورية الأمريكية، وأنها تمثل فاتحة لمرحلة جديدة من التعاون، مضيفاً أن “السوريين يحق لهم الفرح بهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل صمودهم ودعمهم لقيادتهم”، وأن الخطوات المقبلة ستسير بخُطى ثابتة ومدروسة في إطار الاستراتيجية السورية للتعاون الدولي، بما في ذلك تعيين السفراء في دمشق وتفعيل السفارات حول العالم.