الوحدة _ رنا غانم
في زيارته التاريخية الأولى وصل اليوم السيد الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ليكون بذلك أول رئيس سوري يزور واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946 وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، وسيجري خلالها الرئيس الشرع مباحثات مهمة في البيت الأبيض مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب تتناول ملفات التعاون ومبادرة السلام وتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين دمشق وواشنطن.
ووفقاً لتقرير الإخبارية السورية، تشير الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية إلى أن الزيارة تحظى باهتمام واسع منذ أكثر من أسبوع، إذ تعد خطوة محورية نحو إعادة تموضع سوريا كشريك فاعل في معادلات الاستقرار الإقليمي، كما أن استقرار سوريا سيريح المجتمع الدولي مما عاناه لعقود، ويصف مراقبون هذه الزيارة بأنها نقطة انعطاف استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والتكامل الاقتصادي بين دمشق والعواصم الغربية.
ويتوقع أن يبدأ الرئيس الشرع صباح اليوم لقاءاته الرسمية مع أبناء الجالية السورية، تليها اجتماعات مع أعضاء من مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين، فيما ينتظر أن يشهد يوم الإثنين المقبل قمة رفيعة المستوى في البيت الأبيض، يعقبها منتدى اقتصادي تنظمه غرفة التجارة الأمريكية بحضور كبار رجال الأعمال من الولايات المتحدة ودول أخرى.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى تحسين العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة وبنائها على التعاون والمصالح المشتركة، وتشير مصادر مطلعة إلى أن أجندة المباحثات ستتضمن ملفات محورية أبرزها رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، إعادة الإعمار، وتعزيز الدور السوري في الساحة الدولية.
وبحسب صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية فإن إدارة الرئيس ترامب تبدي التزاماً كاملاً بالتعاون مع الرئيس الشرع، وتعرب عن قناعتها بقدرته على تغيير مسار سوريا نحو الاستقرار والانفتاح، كما أضافت الصحيفة أن ترامب يبدي إعجاباً بخلفية الرئيس الشرع كمقاتل، ويرى فيه قائداً حازماً قادراً على إخراج سوريا من فلك طهران.
وفي سياق متصل كشفت مصادر أن البيت الأبيض كثف جهوده في الفترة التي سبقت الزيارة لإعادة النظر في “قانون قيصر” تمهيداً لإلغائه أو تعديله، في خطوة تعد إشارة سياسية واضحة إلى نية واشنطن فتح صفحة جديدة مع دمشق.
وتعتبر الإدارة الأمريكية أن تحويل العلاقة بين البلدين من حالة عداء تاريخي إلى شراكة عمل مثمرة يمثل أولوية دبلوماسية أساسية للرئيس ترامب.