الوحدة – ندى سلوم
أقرّ المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في اجتماعه مؤخراً، حزمة مشروعات ومبادرات تشكل خريطة طريق ثقافية لعام 2026 بهدف دعم الإبداع وترسيخ الوعي الوطني والفكري.
ترأس الاجتماع رئيس اتحاد الكتّاب الدكتور أحمد جاسم الحسين، وتلقت وكالة سانا نسخة عن قراراته، حيث أقر إصدار مجلة ثقافية أدبية فكرية جديدة تُعنى بنشر النصوص الإبداعية والفكرية التي تعبّر عن سوريا الجديدة، إلى جانب إحداث موقع إلكتروني ثقافي لمتابعة الحراك الثقافي السوري والعربي، وتفعيل المكتب الإعلامي للاتحاد بما يسهم في تقديم الصورة الحقيقية لأنشطته ونقل الفعل الثقافي إلى الجمهور الأوسع.
كما أقرّ الاجتماع إحداث أكاديمية للكتابة الإبداعية واليوميات والسير ومراحل ما بعد التحرير، تستهدف تدريب 5000 شاب سوري على كتابة سير الحرب والنصر والبطولة وسرد يوميات الثورة السورية، وذلك بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية، بما يعزز دور الأجيال الجديدة في توثيق الذاكرة الوطنية.
وضمن خطة 2026 تقرر أيضاً إحداث دار نشر جديدة تتبنى الكتاب الجيد وتعيد للكتاب الورقي حضوره، إلى جانب إطلاق مجلة للأطفال تسهم في ترسيخ القيم الوطنية والمبادئ الأخلاقية بأساليب فنية إبداعية تجذب الجيل الصغير وتشجعه على القراءة.
وفي السياق ذاته، قرّر المكتب التنفيذي عقد ملتقى فكري شهري في مقرّ الاتحاد يتناول موضوعات بناء الدولة والسلم الأهلي، مع إقرار تنظيم عشرين ملتقى شهرياً وفصلياً وسنوياً حول الإبداع والفكر والثقافة في مختلف المحافظات السورية، بمشاركة واسعة من المبدعين السوريين والعرب في إطار فتح قنوات تواصل دائمة مع المثقفين العرب.
بالإضافة إلى ذلك، شملت القرارات إعادة النظر في هيكلية مكاتب الاتحاد ومسمياتها بما يتلاءم مع التوجهات الجديدة وحاجات الشباب، إلى جانب تفعيل فروع الاتحاد في المحافظات لتحقيق انفتاح أكبر على المجتمع المحلي، وفتح مجالات الشراكة الثقافية والإبداعية مع المنظمات المحلية والعربية والدولية والرعاة الثقافيين، انسجاماً مع رؤية سوريا الجديدة في التعاون والانفتاح.
وفي خطوة لتعزيز الانتشار الرقمي، وافق المكتب على التعاقد مع عدد من المنصات الإلكترونية التي تنشر الكتاب الإلكتروني لعرض منشورات الاتحاد ومجلاته، بما يتيح وصول الكاتب السوري إلى القارئ العربي والعالمي، كما جرى اعتماد إقامة ملتقى الجولان الثقافي الأول والمشاركة في احتفالات السوريين بعيد النصر، تأكيداً على رمزية الانتصار والوحدة الوطنية، ودمج الثقافة في المناسبات الوطنية.
كذلك، قرر الاتحاد تأسيس مقهى ثقافي خاص بالمثقفين والمهتمين السوريين، يتيح قراءة كتب الاتحاد مجاناً ويكون صديقاً للبيئة، إلى جانب تشكيل لجنة للتعاون الثقافي مع الشركاء العرب والأجانب بهدف نشر الكتاب العربي وتعزيز التواصل الثقافي وترسيخ مكانة سورية الإبداعية في المحافل الثقافية العربية والعالمية.
ختاماً، أكّد المكتب التنفيذي أنّ هذه الخطة تمثل تحولاً نوعياً في مسار اتحاد الكتاب العرب، وتجسّد طموح سورية الجديدة في بناء نهضة ثقافية تعيد للكاتب والمبدع السوري مكانته المستحقة عربياً وعالمياً.