الوحدة – د. رفيف هلال
في خطوة جديدة تؤكد التزامها الثقافي والوطني، خصّصت جريدة الأسبوع الأدبي، الصادرة عن اتحاد الكتّاب العرب، عددها الأخير للاحتفاء بإسهامات الأدباء في صياغة التاريخ الإبداعي للثورة السورية.
إذ تحدث العدد عن العلاقة المتبادلة بين العمل الأدبي والفعل التأريخي، مع الإضاءة على أهمية التوثيق الأدبي كوسيلة لحفظ الذاكرة الوطنية وترسيخ تضحيات الشعب السوري في الوجدان الجمعي.
من جانبه، كتب الناقد محمد منصور افتتاحية بعنوان “تاريخ الثورة ومسؤولية الأدباء”، تناول فيها المعضلات التي تواجه الأديب في الموازنة بين حرية التعبير وصدق الشهادة، مؤكداً الدور الجوهري للمبدع في صون الذاكرة الجمعية من التشتت والنسيان.
وإلى جانب الافتتاحية، اشتمل العدد على دراسات نقدية وبحوث فكرية متنوعة؛ من بينها مقالة الدكتورة آمنة حزمون من الجزائر حول ديوان “العصافير تسرق خبزي” للشاعرة آلاء القطراوي، إضافة إلى دراسة حسام الدين خضور التي تناولت الترجمة كأداة مقاومة ثقافية تسهم في بناء ذاكرة موازية للثورة السورية.
كما ضمّ القسم الأدبي قراءات معمّقة في نتاجات أيمن ناصر ونوار الماغوط والدكتور طارق العريفي وآيات القاضي، إلى جانب دراسة الدكتور عبد الرزاق الدرباس التي حلّلت بنية الحدث في رواية “فجر” للكاتبة إخلاص هنو.
أما الملف الإبداعي فقد توزّع بين قصائد ونصوص قصصية لعدد من الشعراء والكتّاب من سوريا والعالم العربي، من بينهم سمية اليعقوبي، محمد وحيد علي، إياد القاعد، وعبد الله سرمد الجميل، كما قدّم تغطية شاملة لمهرجان أيام البردة الذي جمع عدداً من الشعراء العرب احتفاءً بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أجواء فنية وروحية مميزة.
بهذا الإصدار، تؤكد “الأسبوع الأدبي” أن الكلمة المبدعة قادرة على أن تكون وثيقة حيّة للتاريخ، تحفظ الذاكرة وتضيء دروب الوعي الثقافي والإنساني.