الوحدة – حليم قاسم
تصوير – ثائر زيدان
صرّح الدكتور علي رجب سلطانه من كلية الهندسة الزراعية بجامعة اللاذقية “لصحيفة الوحدة” على أن زراعة الحمضيات تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الزراعي في المنطقة الساحلية لاسيما في محافظة اللاذقية، حيث تشغل أكثر من 60% من المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة، وأوضح أن هذا القطاع يسهم بشكل كبير في الإنتاج الوطني، حيث يمثل نحو 50% من إجمالي الإنتاج، كما يشكل مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات في المحافظة.
ورغم ضخامة الإنتاج، أشار سلطانه إلى أن المزارعين يواجهون تحديات جسيمة، أبرزها ضعف التسويق الداخلي وصعوبات التصدير إلى الأسواق العربية والأجنبية، مما أدى إلى خسائر كبيرة تراكمت على مر السنوات، لافتٱ إلى أن الموسم الحالي تأثر سلباً بالعوامل المناخية المتقلبة، بما في ذلك انخفاض الهطل المطري وارتفاع درجات الحرارة، كما ساهمت الزيادات الكبيرة في أسعار المحروقات والأسمدة واليد العاملة في رفع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى انخفاض هامش الربح، بل وانعدامه في بعض الحالات.
ودعا سلطانه إلى وضع سياسة تسويقية فعالة تراعي كمية الإنتاج والأصناف المتاحة خلال الموسم، كما شدد على أهمية تطوير خارطة زراعية علمية تحدد الأصناف المناسبة وتوزعها وفقاً لطبيعة كل منطقة من حيث المناخ والتربة وموارد المياه، مؤكداً على ضرورة دراسة القيمة الاقتصادية والتسويقية لهذه الأصناف وقدرتها على التخزين، مما يساعد في تقليل الفاقد والحفاظ على الجودة، كما تطرق إلى أهمية تشجيع زراعة الأصناف التصديرية وتقديم الدعم الفني والمادي للمزارعين عبر سياسات تعاقدية عادلة بين القطاعين العام والخاص والمزارعين أنفسهم، ودعا إلى استغلال الانفتاح العربي والدولي الحالي على سورية للترويج للحمضيات السورية وفتح أسواق جديدة أمامها.
وأشار سلطانه إلى الحاجة الملحة لإجراء دراسة اقتصادية وفنية لإنشاء مصانع متكاملة لإنتاج العصائر والمربيات والمجففات وغيرها من الصناعات التحويلية، التي تشمل عمليات التعبئة والتغليف والتجهيز، مؤكداً على أن إدخال نظم إدارة الجودة في سلسلة الإنتاج والتسويق يعد عاملاً محورياً لتحسين جودة المنتجات، وخفض التكاليف، وتعزيز فرص التسويق، مما سينعكس إيجاباً على دخل المزارع والدخل القومي، واختتم بالتأكيد على أن تطوير هذا القطاع الحيوي يتطلب تكاتف جميع الجهود بين الأطراف المعنية لضمان استدامته وزيادة عوائده.
من جانب آخر أكد رئيس لجنة الحمضيات في سوق الهال حافظ رجب على اكتمال تجهيز ساحات السوق ومداخله ومخارجه استعداداً لاستقبال موسم الحمضيات، يبدأ الدوام الرسمي من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساء، مع التشديد على ضرورة التحقق من دقة الموازين (القبان)، كاشفاً أن الإنتاج المتوقع لهذا العام يتراوح بين 250 إلى 300 ألف طن، معتبراً أن انخفاض الإنتاج يعود إلى الجفاف ونقص الري، مشيراً إلى أن منطقة دمسرخو كانت الأفضل أداءً بفضل توفر المياه الجوفية، بينما عانى القطاع الشمالي من المحافظة مثل الجنديرية من مشاكل في السقاية بسبب تعطل محطات الري وسرقتها.
وتحدث رجب عن ارتفاع أسعار الحمضيات الحالي، حيث يتراوح سعر الليمون بين 8 إلى 11 ألف ليرة سورية للماير والأمريكي، وسعر “أبو صرة” بين 8 إلى 10 آلاف ليرة، و”الهجين” بين 5 إلى 8 آلاف ليرة، أما الكرمنتينا الفرنسية فتتراوح أسعارها بين 5 إلى 7 آلاف ليرة، مؤكداً أن معظم عمليات البيع تتم داخل المحافظات، وأن البضاعة الحالية لا تتناسب مع متطلبات التصدير، مشيراً إلى أن السوق شهدت تسهيلات ملحوظة هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، خاصة في توفر المحروقات (المازوت والبنزين)، وتصنيع العبوات بأسعار أقل، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية من خلال تأمين الإنارة والنظافة، مشدداً على أهمية إنشاء معمل للعصائر للاستفادة من الإنتاج الكبير من الحمضيات والفواكه الأخرى، مما يمكن أن يحقق فائدة اقتصادية كبيرة.
أشار باسم غدير صاحب إحدى الشماعات ، إلى أن حجم التصدير لهذا العام لا يزال محدوداً ولم يبدأ بعد بالوتيرة المعتادة، وأكد أن التصدير يتم إلى دول الخليج، وأن الدولة قدمت تسهيلات كبيرة هذا العام، مثل السماح بالتعامل بالدولار وتسهيل الحوالات المالية، ومع ذلك فإن كمية البضائع الجاهزة للتصدير قليلة بسبب تأثير الجفاف، ويتم انتقاء النوعيات الأفضل فقط لتصديرها.