الوحدة- د. رفيف هلال
نجح الفيلم الوثائقي “وما أدراك ما صيدنايا” للمخرج السوري عبدو مدخنة في حصد الجائزة الفضية ضمن فعاليات مهرجان كان للأفلام والإعلام التلفزيوني، أحد أبرز المنصات السينمائية العالمية.
الفيلم، الذي أنتجته قناة الجزيرة، يعيد فتح واحد من أكثر ملفات التاريخ السوري إيلاماً، وهو ملف سجن صيدنايا، المكان الذي ارتبط اسمه لعقود بالاعتقال والانتهاكات، وتحول إلى رمز للمعاناة الإنسانية في ظل النظام البائد.
اعتمد المخرج على الشهادة الحية والصورة المعبّرة في صياغة روايته، ليجعل من الذاكرة الفردية والجماعية للناجين وثيقة بصرية تخاطب الضمير الإنساني، وتدعو إلى التأمل في قضايا العدالة وحقوق الضحايا وضرورة صون الذاكرة من المحو أو النسيان.
وفي تعليقه على هذا التتويج، أكد مدخنة عبر صفحته في فيسبوك أن الإنجاز لا يخص الفيلم وحده، بل هو تكريم لكل صوت واجه الصمت بالحقيقة، ولكل جهد صادق أسهم في أن يرى العمل النور. كما توجه بالشكر إلى فريقه، قائلاً إنهم آمنوا جميعاً بأن “للصورة قوة قد تعجز الكلمات عن بلوغها.
وأضاف: “هذه المحطة ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسار أطول ورسائل أوسع نرجو أن تجد طريقها إلى العقول والقلوب.”
ويُعد هذا الفوز دليلاً جديداً على أن السينما السورية، رغم جراحها العميقة، ما زالت قادرة على الحضور والإبداع في المحافل العالمية، مقدمةً رؤية فنية تحمل رسالة إنسانية خالدة.