مدينة الدريكيش ترسم لنفسها الخارطة السياحية لهذا الموسم بالتزامن مع تنفيذ بعض الخدمات الضرورية  

بدأ الموسم السياحي يزحف إلى المقاصد الأكثر جذباً وجمالاً في المناطق الساحلية والجبلية، غير أن لمدينة الدريكيش حَظّاً كبيراً من هذا التواجد المتوارث، نظراً لما تتمتع به من سمعة تليق بمدينة سياحية خالصة، تجتمع فيها العديد من المواصفات التي تقدم لزوارها رونقاً متكاملاً من آثار وينابيع مياه عذبة، بالإضافة إلى مغاور وأرياف صخرية، وطرقات قروية متعرجة، ضمن طبيعةٍ بكرٍ، بدأت تَجْذِبُ إلى جوانبها استثمارات خاصة، لتقدم وجبة سياحية دسمة، لم تصل إليها التجمّعات العمرانية الآخذة بالنمو عاماً بعد آخر.

وللحديث عن الموسم السياحي في مدينة الدريكيش والواقع الخدمي الذي يُعتبر حلقة متكاملة لإظهار المدينة وتفاصيلها بحلّتها الحقيقية، كان لصحيفة الوحدة وقفة خاصة مع المحامي محمد الجعفوري، رئيس مجلس المدينة، حيث أكد أن المجلس أخذ على عاتقه بعد عملية التحرير إظهار الشكل الحقيقي لهذه المدينة السياحية، خاصةً وأن محبي السياحة الجبلية بدأت أعدادهم تتزايد يومياً، بالإضافة إلى اكتمال الاستعدادات من قبل الأهالي الذين يُجيدون العناية بضيوفهم عبر فنونهم العريقة في تقديم ما لذّ وطاب من أعمالهم اليدوية، التي تشمل العديد من أنواع الفطائر وخبز التنور وغيرها من الصناعات المنزلية. أضف إلى ذلك العناية الكاملة بنظافة المدينة والتفاصيل الخدمية المترافقة، وإزالة كافة أشكال القمامة بشكل دوري من قبل شركة “E-Clean”.

وأضاف الجعفوري: “شهد الموسم المطري في عموم البلاد انحباساً مطرياً محزناً، فكان له أثرٌ واضحٌ على المخزون السطحي والجوفي المتمثل في ينابيع المدينة، ومن هذا الجانب، تكفلت المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بصيانة وتأهيل حديقة بين النبعين بمشاركة فريق حرير التطوعي.”

أما بالنسبة لإقامة الزوار، فيُعد فندق روز ماري من أهم المعالم السياحية في قلب المدينة، حيث يتمتع بموقع متفرّد وإطلالة غاية في الجمال، غير أن غالبية نزلاء المدينة يجدون في المنازل مقصداً وغاية متوارثة بين الأهالي، نظراً لعلاقة قديمة متجذرة تجاوزت الضيافة، ولم يفصلها الموسم الصيفي، فباتت تُشبه قرابة متأصلة، وهذا الوضع قائم حتى اللحظة في المدينة والقرى.

ومن الجانب الخدمي السياحي، أكد رئيس البلدية أن هناك مساحةً قدرها 14 دونماً تم استملاكها منذ مدة طويلة، وقد بدأ العمل على تنفيذ حديقة الكورنيش من قبل بلدية الدريكيش بالتعاون مع الخدمات الفنية، حيث تم تأمين الآليات اللازمة لتنفيذ الموقع وشق طريقين يصلان الكورنيش بالطريق الموازي. كما تم التواصل مع جمعية نسمة وزيتون وجمعية معاً وجمعية أنيس سعادة للمساعدة في تأهيل الحديقة عبر تنفيذ سلاسل حجرية وزراعة أشجار مناسبة وتأهيل أرضيات المكان، وتعهدت جمعية أنيس سعادة بتأهيل الكورنيش عبر تركيب مقاعد ودهان الأرصفة ومنتصف الكورنيش.

كما قام مجلس المدينة بأعمال تعشيب في المدخل الغربي إلى جانب المالية، وتقليم الأشجار ورش المبيدات الحشرية.

من جانب آخر، استكمل المجلس ملحق العقد الخاص بالتيار المتوسط في المدينة الصناعية، وقدم مقسماً خاصاً للمدرسة الفندقية في الدريكيش، ونفذ المبنى خلف مدرسة محمد علي مصطفى، وقام بأعمال المتابعة وإصلاح الأعطال في شبكتي المياه والكهرباء بالمنطقة. كما تولت البلدية إدارة ملف النقل بين المدينة والأرياف، وتنظيم أجور الخطوط وفرض غرامات على المخالفين.

وفيما يخص الصرف الصحي، نفذ المجلس وصلة صرف صحي في سوق الدريكيش الرئيسي، وصيانة الطريق الحجري في موقع المشروع، بالإضافة إلى إجراء بعض الصيانات الأخرى ضمن الإمكانيات المتاحة. كما شملت الجهود عمليات إطفاء حرائق على مستوى المنطقة، وتوزيع سلل غذائية مقدمة من المحافظة لأهالي المدينة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار