الوحدة :18_5_2025
تتحسس العين البشرية لموجات الضوء التي لا تقل عن /350/ ولا تزيد عن /750/ جزءاً من بليون من الأمتار الضوئية، حيث تتلقى هذه الموجات من مختلف المصادر كالشمس والمصابيح والأجهزة الالكترونية.
ويقال إن للضوء آثار نفسية وجسمية، وله تأثير على المردود اليومي للفرد، فكيف يحدث ذلك؟ وما هي طبيعة هذا التأثير؟
يتكيف جسم الإنسان مع البيئة الخارجية بما فيها الضوء، حيث تلعب الغدة الصنوبرية دوراً مهماً في هذا التكيف، وهي تقع تحت سطح المخ، وعند قاعدته تفرز هرموناً يسمى “ميلاتونين” ، وتكون الإفرازات في الشتاء أكثر من الصيف.
ويمكن قياس حساسية المرء للضوء من خلال كمية الهرمون المفرز، فكلما ازداد الهرمون أعطى الجسم إشارات لمرضى الكآبة. فالإنسان مثلاً يشعر بضيق يشبه الكآبة عند الغروب، والسبب هو زيادة إفرازات تلك الغدة، وقد اتخذت طرق علاجية لمرضى الكآبة باستعمال نسبة عالية من الضوء تعادل عشرة أضعاف الضوء المستعمل في المكاتب.
وعن علاقة الضوء بالسلوك أوضح المهندس: ” عهد البلخي” أن للضوء تأثير على إنتاج الأفراد، وبموجب دراسة قام الدارسون فيها بمراقبة سلوكيات الأفراد تحت نسب مختلفة من الضوء، فوجدوا أن إنتاج النساء يزداد عندما تكون النسبة عالية من الضوء. كما أظهرت دراسة أخرى نتائج إيجابية على أداء الأفراد تحت ضوء الشمس، والسبب هو أن ضوء الشمس أكثر راحة للعين والجسم، لهذا دأبت الشركات على صنع مصابيح تماثل ضوء الشمس، لكن للضوء تأثير متباين على الأفراد من مختلف الأعمار، فالضوء الساطع أكثر تأثيراً على الأفراد في سن الخامسة والعشرين مقارنة بمن هم في سن الخامسة والأربعين.
أما بالنسبة للأشعة الصادرة عن التلفاز والأجهزة المبرمجة التي تتميز بطول الموجات الضوئية فلها أثر كبير على أعصاب العين، ويؤدي جلوس المرء أمام تلك الأجهزة فترة طويلة وبمسافة قصيرة إلى تشبع العين بهذه الأشعة، وعندما يغلق المرء عينيه يشعر بوجود هذه الأشعة التي تبقى فترة من الزمن ثم تتلاشى.
وذكر المهندس عهد أن تأثير الضوء على سلوك الأفراد يختلف باختلاف الألوان، فاللونان الأحمر والبرتقالي يشعران الفرد بالحرارة والدفء أكثر من اللون الأزرق المستعمل لعلاج المولودين حديثاً المصابين بمرض اليرقان.
كذلك يستعمل هذا الضوء في علاج الأطفال المصابين بتجرثم الدم، أما اللون الأخضر فإنه يعين الفرد على التركيز، لذلك يستعمل اللون الأخضر في غرف العمليات لمساعدة الطبيب الجراح على التنبه الدقيق وقت إجراء العملية، وهناك بعض المدارس التي تستعمل لوحات الكتابة المطلية بهذا اللون لنفس السبب.
بقي أن نقول: إن الضوء الخافت يضفي على المكان جواً من الشاعرية والتفاعلية، ويؤدي إلى إراحة الأعصاب، كما أن وضع المصابيح على الحائط أو خلف الستائر يضفي على المكان الراحة والهدوء.
رفيدة أحمد