الوحدة: 14-5-2025
تُعدّ مدينة اللاذقية واحدة من أبرز المدن السورية التي تحتضن تراثاً غنياً من الصناعات المحلية والحرف اليدوية التي لا تقتصر على البعد الاقتصادي فحسب، بل تمثّل جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية والاجتماعية لأهل المدينة. وبينما يتغير العالم من حولنا وتتطوّر تقنيات التصنيع، تبقى هذه الحرف شاهدة على مهارة الإنسان السوري وقدرته على الإبداع من أبسط المواد.
من أبرز الصناعات التقليدية في اللاذقية صناعة الصابون البلدي، وخاصة صابون الغار، الذي يُشتهر بجودته ونقائه واعتماده على مكونات طبيعية، وتنتشر ورش تصنيع هذا النوع من الصابون في الأحياء القديمة، حيث توارث الحرفيون طرق التحضير من جيل إلى جيل، محافظين على سر المهنة وعبق الماضي.
كما تحتل صناعة الخشب المحفور والمطعّم مكانة مميزة بين الحرف اليدوية في اللاذقية، حيث يبدع الحرفيون في صنع أثاث وأدوات منزلية تحمل نقوشاً وزخارف مستوحاة من البيئة الساحلية والشرقية.
إلى جانب ذلك، نجد أيضاً حرفة الحياكة التقليدية، مثل صناعة السجاد اليدوي والمفارش المطرزة، التي لا تزال تلقى رواجاً في الأسواق المحلية ولدى السياح والمهتمين بالتراث.
ورغم التحديات التي تواجه هذه الحرف، من نقص المواد الأولية إلى غياب الدعم الكافي من المؤسسات الرسمية، لا يزال العديد من الحرفيين يصرّون على الاستمرار، مدفوعين بحبهم لمهنتهم وإيمانهم بأهمية الحفاظ على التراث.
إن دعم الصناعات المحلية في اللاذقية لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل هو واجب ثقافي أيضاً، يتطلب من الجميع —من المواطنين إلى الجهات الرسمية— التعاون لتوفير بيئة حاضنة لهذه الحرف، وترويج منتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية.
ريم ديب