رجال الدفاع المدني الأبطال… ستة أيام في وجه النيران

الوحدة: 125-2025
منذ ستة أيام، لا تزال ألسنة اللهب تلتهم مساحات واسعة من غابات ريف اللاذقية، في واحدة من أقسى موجات الحرائق التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة. ورغم استنفار كل الإمكانات المتاحة من فرق إطفاء ودفاع مدني، فإن السيطرة الكاملة على بعض البؤر لا تزال بعيدة، وسط ظروف طبيعية صعبة، وضغط متواصل على الأفراد والآليات.
لكن ما يلفت النظر في قلب هذه المحنة، ليس فقط حجم الخسائر ولا اتساع رقعة النار، بل أولئك الرجال الذين جاؤوا من حلب وإدلب وحماة، يحملون في قلوبهم رسالة واحدة: “لن نترك إخوتنا وحدهم”. رجال الميدان من الإطفائيين وأفراد الدفاع المدني، الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع زملائهم في اللاذقية، متكاتفين في وجه الكارثة، متحدين خطر النيران واختناق الدخان، ومكملين طريقهم في العمل دون توقف.
هي ستة أيام من الجهد المتواصل، لم تنكسر فيها عزيمتهم، ولم تُرهقهم ساعات العمل الطويلة، رغم الإصابات وحالات الاختناق التي طالت بعضهم، ورغم الحصار الذي واجهه آخرون داخل النيران. في كل يوم، يثبت هؤلاء أن ما يحركهم ليس الواجب فقط، بل الانتماء العميق للأرض والناس، والإيمان بأن التضامن في المحنة هو أقوى من أي نار.
وفي ظل هذا الواقع المؤلم، يبقى صوت الامتنان والدعاء هو ما نستطيع تقديمه لهم. لكل من ترك بيته وسكنه، وهرع لإطفاء النيران من غابات هي وجه جمال الطبيعة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار