حكمت الهجري.. خطاب جديد يُعمّق الانقسام ويهدد السلم الأهلي في سوريا 

الوحدة : 10-5-2025

بقلم رئيس التحرير: محمود الرسلان 

بداية لخطاب جديد يُهدد التماسك السوري الداخلي ويستبدل الأولويات الوطنية بأخرى تخدم التفكك أكثر مما تقود إلى حل، وفي تصريح يثير جدلاً واسعاً، خرج الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحّدين (الدروز) في سوريا، بتصريحات لصحيفة واشنطن بوست حملت في طياتها مفردات سياسية غير مسبوقة في السياق السوري، حيث دعا صراحة إلى تدخل دولي في الشأن السوري، معتبراً أن “إسرائيل ليست العدو”.

يبدو أن حكمت الهجري تناسى لما عاشه الموحدون الدروز على مدى سنوات مع إخوانهم في جبل السماق بريف ادلب والذين استمروا بوطنيتهم وأكبر دليل على ذلك هو البيان الذين تلاه وجهاؤهم مؤخراً دعماً للدولة السورية ونبذاً للانقسام، حيث كان خطابهم وطنياً يأمل في بناء سوريا التي دمرتها أسرة الأسد الهارب.

تصريحات الهجري تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول النوايا والخلفيات السياسية وراء هذا التصريح، الذي يبدّل الأولويات الوطنية ويعيد رسم خارطة العداء والصداقة من منظور جديد. فحين يُنزع وصف “العدو” عن إسرائيل – التي لا تزال تحتل أراضٍ سورية، فإن الأمر لا يعني أنه تصريح عابر، بل يُشكل نقلة خطيرة في دعوة لتفكك مناطقَ سورية لطالما كان للطائفة الدرزية الكريمة دور جوهري ومهم في محاربة الاحتلال بكل أشكاله منذ الثورة السورية الكبرى.

 

اللافت في تصريحات الهجري ليس فقط مضمونها، بل توقيتها ودلالاتها السياسية، إذ تأتي في وقت تمر فيه البلاد بحالة بناء صحيح لمؤسساتٍ لطالما أفسدها نظام الهارب بشار وحولها لمصدر مشين من المحسوبيات والرشوى، ما يجعل مثل هذا الخطاب مادة خصبة للمطالبة بانقسام داخلي وتهديد للسلم الأهلي، خاصة إذا ما استُغلت هذه التصريحات دولياً أو إعلامياً لتبرير تدخلات خارجية أو فرض رؤى جديدة على الواقع السوري.

بالمقابل عبر قائد قوات شيخ الكرامة في سوريا، الشيخ ليث البلعوس، عن رفضه للهجمات الإسرائيلية التي وقعت قرب القصر الرئاسي في دمشق، مشيراً إلى أن الدروز لا يحتاجون أحداً للدفاع عنهم، وقال البلعوس لوسائل إعلام سورية إنه “بدأ تفعيل دور وزارة الداخلية في السويداء”، وقال إن هناك أطراف لا تريد إنجاح التوافق الذي تم في محافظة السويداء”.

وفي تصريح سابق للشيخ البلعوس أكد قائلاً: نحن مع بناء سوريا الجديدة ومشتركون في بنائها، كنا مع الثورة السورية طوال 14 عاماً، ومنذ ما قبل الثورة، كنا مناهضين للنظام الساقط، واليوم لدينا أمل في بناء الدولة السورية، وأن نكون مشاركين فعلياً في بنائها، ولنا أحقية في هذا الأمر مع جميع مكونات الشعب السوري المكلوم، الذي قدم وضحى ودافع عن الكرامات والحريات، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير سوريا.

أخيراً، إن الحفاظ على وحدة سوريا واستقلال قرارها السياسي هو التحدي الأكبر أمام جميع القوى الفاعلة، وإن مستقبل البلاد لا يمكن أن يُبنى على الانقسامات والخطابات التي تعمّق الشرخ الداخلي، بل على تكاتف السوريين.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار