الوحدة 5-2-2024
يبدو أننا مضطرون للأخذ بكلام المنجمين فيما يخصّ محافظة طرطوس، والتي تعاني ما تعانيه من جميع النواحي، والتي يقف فيها مواطنها مدهوشاً من صعوبة السؤال: هل يعاني الآخرون ما نعاني منه!؟
هطلت الأمطار بغزارة خلال الأيام الماضية، وخاصة يوم الأحد، وغمرت ما نجا في المرة السابقة في سهل عكار، ودخلت مياه الأمطار البيوت البلاستيكية، وأتت على ما فيها في مطارح كثيرة!
المنجمون توقعوا كوارث (برية وبحرية وجوية) لمحافظة طرطوس، وها هي السماء تسكب غضبها فوق رؤوس أبناء هذه المحافظة، والذين لا يقولون إلا (الله يبعث الخير)!
نجول في أرجاء الوجع، نسأل الذين أصابهم في الصميم، فيصدمك الردّ بأنهم لا يتأملون أي شيء إلا (عفو الله) على حدّ تعبيرهم!
أبكاني منظر مزارع جلس أمام بيوته البلاستيكية، والمياه تخترقها من جهة إلى أخرى، والمطر يخالط دمعه، وعندما سألته أن يداري نفسه من المطر، ردّ بألم: وهل تعتقد أن الموت أصعب من هذه الحياة، وفي الشرح راح يعدّ ما يتوجب عليه فعله، وكما هو مكلف، وو… إلخ!
في ذات اليوم، نصحو، ويصحو الجميع على سعر جديد للوقود وللاتصالات، وللوجع من كلّ جوانبه، وقبلها ببضعة أيام فقط، كان كلّ همّنا أن يفوز منتخب سورية على إيران في كأس آسيا!
من أي تناقض جُبلنا، من أيّ الأشياء! من قسوة أنفسنا خرجنا، أم من سكرة الإعجاز، برقنا قبل البرق، وتبلدّت سماؤنا، وأمطرنا دون حدود، وما زلنا ننتظر قيامة الأوقات!
غانم محمد